بقلم الطالب : محمد عيسى فوزى عيسى فى ظل 25 أبريل ... يا عزيزي كلنا فاسدون
قال الرئيس مبارك لا
يوجد نظام سياسي بدون أخطاء ؛ وأري أن من هذه الأخطاء التي تحول النظام
السياسي إلي نظام فاسد أخطاء الشعوب في حق نفسها وأنها ليست ضحية أنظمة
سياسية فاسدة كما يتردد ؛ ولكنها شريك متضامن في هذا الفساد ؛ فماذا كانت
أخطاء المصريين أو أخطاء الشعوب العربية عامة ؟ 1.
الأحزاب المصرية صورة متطابقة للنظام الحاكم ؛ فرئيس الحزب يتعامل مع
الحزب علي انه ملكية خاصة بكل ما تحتويه الكلمة من معني او كما قال
القذافي: (انا دافع ثمن بقائي هنا) وهذا هو المنهج السائد ؛ بل لا مانع لدي
هذه الأحزاب من الدخول في صفقات مشبوهة والمتاجرة بأمال الشعوب بغية دعم
مادي أو سياسي ؛ وهذا ما حول هذه الأحزاب إلي أشباح ليس لديها أهداف او
برامج أو خطط ؛ ليس لديها سوي الخطب الرنانة أو ما ينشر في جرائدها من فساد
يسمح به النظام بغية البرهنة علي النظام الديمقراطي أو كتسريب من جهات
بعينها بغية تحقيق أهداف سياسية وبالتالي فالقناة الشرعية لتقويم النظام
السياسي والتعبير عن تطلعات الشعوب متهالكة نفعية رصيدها في الشارع لا شئ ؛
وبالتالي كان حديثها بعد 25 يناير ركوب للموجة بغية تحقيق نفس الأهداف
لأنها في الحقيقة لم يكن لها تأثير عما يحدث في الشارع أو في كواليس المسرح
السياسي. 2.
غالبية الجمعيات الأهلية والتي يسيطر عليها رجال أعمال أو حقوقيين جمعيات
نفعية سمح بها النظام لأستكمال الرتوش لعملة الديمقراطية المزيفة التي تم
تداولها بالأسواق ؛ واكتفت هذه الجمعيات بالصراخ علي أستحياء ؛ وتعيش هذه
الجمعيات علي فتات المعونات والدعم المادي الشعبي أو دعم بعض رجال الأعمال
(من المال المسروق من الشعب) ولا حرج فشعبنا كريم ؛ أو دعم دولي أو سياسي (
والولاء لمن يدفع) ؛ إلي جانب الدعم الأعلامي الذي يحقق أهداف النظام من
ناحية ويحقق لهذه الجمعيات عائدا ماديا في مواسم التبرعات من ناحية أخري. 3.
الإعلام سواء المرئي أو المسموع أو المقروء منه فالحكومي فاسد حتي النخاع
ليس لأن القائمين عليه تعيين من النظام بل هي مقومات شخصية وقلة خبرة
ودراية وثقة وبالتالي الولاء كل الولاء لهذا النظام وعليهم جميعا أن يشتروا
قبل الجلوس علي كراسيهم الدف والمزمار الذي هو أهم الأدوات التي تضمن لهم
الأستمرار والتربح ؛ أما الأعلام الخاص فيلعب نفس دور الأحزاب كومبارس في
فيلم هابط إلي جانب دوره الرئيسي في صرف نظر الشعوب عن معاناته بمشاجرة في
مباراة أو جريمة لنجم مبتذل أو نجمة ساقطة ؛ إلي جانب الدور الإبتزازي
بالتلويح بما لديه من وقائع فساد لرجال أعمال أوشركات للحصول علي حملات
إعلانية أو غيرها. 4.
فساد الأجهزة الحكومية والمحليات وغيرها ليس فسادا تحت ضغط الحاجة والفقر
غير صحيح فهو فساد لأن سقف الطموح أكبر من الأمكانيات ؛ وهو فساد من أجل
الفساد وتحت نظرية الإستحلال والمحبة ؛ المواطن الذي يكمل هذا الدور أيضا
فاسد لأنه يلجأ لذلك من أجل أن يسرق حق غيره فالمنظومة فاسدة ؛ والحقائق
مغلوطة حتي أصبحنا شعوبا تعشق الفساد وتلهث وراءه. 5.
ما حدث في 25 يناير لم يغير شيئا في الشعوب فمافيا الإستيلاء علي الأراضي
أجتهدت وأنجزت بدون رشاوي ؛والمباني أرتفعت وأرتفعت ؛ وأصبح معدل الجريمة
أكبر ؛ وبيع الدقيق المدعوم و إرتفاع جنوني للأسعار ؛ وفوضي المرور و فوضي
الأخلاق ؛ فوضي فوضي في كل شئ ؛ نتهم ونسب بعضنا البعض إذا إختلفنا في
الأراء أو الرؤي ليس لدينا قبول للأخر ؛ الإضراب والإعتصام هو وسيلتنا
لتحقيق مطالب فئوية ؛ ليس هناك إحترام لكبير أو صديق وزميل ؛فكر عقيم مريض
لا يغير شيئا ؛ وعاكفون علي إعداد قوائم أعداء الثورة ؛ وكأننا في سن
المراهقة السياسية والتاريخ يشهد إننا من علمنا الدنيا الحضارة ؛ ليست يا
سادة هذه هي الديمقراطية . علينا
ان نغير من أنفسنا وثقافتنا في التعامل مع الأزمات والتعامل مع الأخر ؛ 25
يناير مجرد ورقة في نتيجة 365 يوما القضية نحن ؛ هل نستطيع أن نغير من
أنفسنا ؟ لا بد أن نفعل ذلك و إلا سنخرج بعد 8 سنوات نهتف بضرورة تغيير
الدستور ليبقي الرئيس الملهم أكثر من ولايتين ؛ ونخترع الأستثناءات ؛ نحن
جزء من النظام إن فسدنا فسد وإن طغينا طغي ؛ ونحن الذين نصنع الفراعنة ؛
ونحن صناع الآلهة وعبدتها . يأتي 25 أبريل في ظل ياعزيزي كلنا فاسدون فهل لنا أن نهزم أنفسنا ونغير من أفكارنا ونتعامل بشكل أفضل مع مقدراتنا؟
المصدر : جريدة شباب مصر
بقلم : الطالب / محمد عيسى فوزى عيسى الرابط :
http://www.shbabmisr.com/sys.asp?browser=view_article&ID=7600
|